مدخل التزكية: الإيمان والغيب
1.مفهوم الغيب:
لغة: كل ما غاب عن الحواس , واصطلاحا: ما أخبر به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مما غاب عن حواس الانسان من مغيبات.
2.دلالة الايمان به:
يدل الايمان بالغيب صدق الايمان بالله تعالى وقد جعل الله ممن اول صفات المتقين أنهم يؤمنون بالغيب.
المحور الثاني: حقيقة الايمان وشروطه
1.حقيقة الايمان
لا تكمل حقيقة الايمان حتى يترجمه العمل وتتجلى اثاره في سلوك الانسان وافعاله, فهو عقيدة واعمال وسلوكات , وليس مجرد فكرة لا أثر لها في واقع الحياة.
2.شروط الايمان
تصديق بالقلب واقرار باللسان وعمل بالجوارح, فالايمان اذا اعتقاد وقول وعمل, ومفهومه لغة التصديق وشرعا الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره, وترك ما ينافيه كشتم الأنبياء والسحر, والايمان مفهوم شامل لا يقبل الايمان ببعض الايات دون بعض.
المحور الثالث: أثر الايمان بالله في التصور والسلوك
1.اثر الايمان بالغيب في التصور- تصحيح تصور الانسان عن الكون.
- معرفة الخالق والغاية من الخلق.
- معرفة الغاية السامية من خلق الانسان.
- معرفة مصير الانسان بعد الموت.
- تحقيق مراقبة الله في السلر والعلن.
- اجتناب المحرمات.
- الشعور بالطمأنينة والرضا.
- الاجتهاد والعمل.
- فرح الصحابة برؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم وتمنيهم أن تتحقق وخصوصا المهاجرين منهم.
- علم قريش بقدوم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة ومحاولتهم منعه من الدخول اليها.
- دعا الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى بيعة الرضوان لمواجهة عدوان قريش بعد إشاعة مقتل عثمان الذي كان سفير الرسول الى قريش.
- إرسال قريش لسهيل بن عمرو للصلح ودخول الرسول صلى الله عليه وسلم مع قريش في مفاوضات انتهت بالصلح.
- توقف الرسول صلى الله عليه وسلم بالحديبة وتفاديه مواجهة قريش وقبوله لخطتهم: لا تدعوني قريش إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها.
- ان يرجع المسلمون من غير تأدية العمرة على أن يعودو العام المقبل ويدخلو مكة وليس معهم إلا سلاح مسافر.
- من أراد الدخول في حلف قريش من القبائل العربية فله ذلك ومن أراد الدخول في حلف الرسول صلى الله عليه وسلم فله ذلك.
- أن تضع الحرب بين الملسمن وقريش أوزارها مدة عشر سنين.
- أن يرد الرسول صلى الله عليه وسلم من يأتيه من قريش مسلما من غير اذن وليه, ولا تلتزم قريش برد من يأتيها من عند المسلمين مرتدا هاربا.
- تفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم لنشر الإسلام دون خوف من قريش.
- دخول عدد من قادة العرب وأقوياء الصاحبة في الإسلام: خالد بن الوليد وعمرو بن العاص.
- تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم لليهود المشاغبين الذين كانو يخونون العهد ويثيرون الفتن والمشاكل بالمدينة المنورة وحولها.
- كانت الشروط سبب فتح مكة بعد أن نقضت قريش العهد مع المسلمين.
- نقضت قريش عهدها الذي أبرمته مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبة وأعانت حلفاءها " بني بكر" ضد "خزاعة" حلفاء المسلمين إذ هجمو عليهم وهم امنون فقتلو منهم نحو عشرون رجلا وأمدت قريش بني بكر بالمال والسلاح والرجال.
- غضب النبي صلى الله عليه وسلم عند سماعه الخبر وتجهزه لدخول مكة حتى لا تستباح حرمة البلد الحرام قسم الجيش إلى خمس فرق وأمر قادة الجيوش أن لايقاتلو إلا من قاتلهم.
- إعطاء الأمان العام لكل أهل مكة بقوله صلى الله عليه وسلم:" من دخل دار ابي سفيان فهو امن ومن اغلق عليه بابه فهو امن..." ومنع الثأر والانتقام.
- دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة متواضعا وهو يقرأ سورة الفتح. وخطبة الرسول صلى الله عليه وسلم أمام الناس جميعا, مما قال:" فإني أقول لكم ماقال يوسف لإخوته:" لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين", إذهبوا فأنتم الطلقاء."
- رفع الظلم عن المستضعفين من المسلمين والقضاء على الشرك في مكة ودخولها تحت نفوذ المسلمين.
- زيادة إيمان المؤمنين بتحقق وعد ربهم بدخول البيت الحرام والطواف به.
- عفو الرسول صلى الله عليه وسلم ومبايعتهم له على السمع والطاعة.
- اعتناق كثير من قريش دين الاسلام والإقبال عليهم أفواجا ومنهم أبو سفيان وهند بنت عتبة وأبو قحافة, تحول الاسلام إلى دولة عظيمة.
- هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع.
- حرص الاسلام على تحصين الأسرة وحماية الأعراض.
- أصل التنوع البشري وسر بقائه.
- الزوجان: طرفا العقد (الزوج والزوجة).
- الصيغة: وهي كل ما يفيد الإيجاب والقبول والرضا بالزواج من الطرفين.
- المهر: ما يقدمه الزوج لزوجته إشعارا بالرغبة في الزواج بها،
- الإشهاد: ما يتولاه العدلان المتلقيان للإشهاد.
- الأهلية: أن يكون الزوجان عاقلين بالغين سن الزواج.
- عدم إسقاط الصداق: لا يجوز الاتفاق على إسقاطه، كما يجب التصريح به في عقد الزواج.
- موافقة النائب الشرعي: إذا كان أحد الزوجين قاصرا.
- سماع العدلين: إثبات الإيجاب والقبول في وثيقة عقد الزواج.
- انتفاء الموانع الشرعية: أن تكون الزوجة غير محرمة على من يريد أن يتزوجها.
- تحقيق السكن الروحي والمودة والرحمة بين الزوجين.
- بقاء النوع الإنساني على وجه سليم، لأن النكاح سبب للنسل الذي به بقاء الإنسان.
- تحقيق الإحصان والعفاف، وصيانة المجتمع من الفواحش.
- حفظ الأعراض والأنساب من الاختلاط، والسمو بالعلاقة بين الجنسين عن المرتبة الحيوانية.
- إنشاء أسرة مستقرة برعاية الزوجين والسهر على تربيتها وتنشئتها لتكثير سواد الأمة.
- الاستجابة للميل الفطري والغريزي للزوجين إلى بعضهما البعض.
- " قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) "
- " (ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) "
- {قال هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ }
- " إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ "
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾.
[سورة يوسف، الآيات: 54 – 57]
تحمل المسؤولية
تحمل المسؤولية في المنظور الشرعي تكليف وليس تشريف، بمعنى أن الذي تحمل أي مسؤولية على عاتقه فقد تحمل عبئا ثقيلا، ويجب عليه الالتزام بهذه المسؤولية، وإلا كان محاسبا ومسؤولا عنها، قال ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، وقال ﷺ أيضا: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ«.مفهوم الكفاءة
الكفاءة: لغة: الكف, النظير الجدير بنظيره, الند المساوي لند مثله, ومنه الكفاءة في الزواج, واصطلاحا: هو مجموع الصفات الدالة على مماثلة قدرة من كلف بمهمة أو مسؤولية لمستوى المهمة التي كلف بها.أسس الكفاءة
مفهوم الاستحقاق
العلاقة بين الكفاءة والاستحقاق
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾.
[سورة يوسف، الآية: 22]
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾.
[سورة يوسف، الآية: 37]
- (إني حفيظ عليم) 55
- ( وأعلم من الله ما لا تعلمون ) 86
- (ذلكما مما علمني ربي) 37
- { وإنه لذو علم لما علمناه } 68
7.مدخل الاقتداء «الرسول ﷺ مفاوضا ومستشيرا»
لغة: من فوض: بمعنى رد الأمر وأوكله، وفاوضه مفاوضة: بادله الرأي فِيهِ بغية الوصول إِلَى تسوية واتفاق.
اصطلاحا: هُوَ أسلوب من أساليب حل النزاعات وتسوية الصراعات بَيْنَ طرفين مختلفين حول قضايا معقدة تتداخل فِيهَا المصالح المادية بالسيادة والنفوذ مَعَ قضايا الهوية والكرامة والعقيدة والقناعات.
لغة: من أَشَارَ إِلَيْهِ، أومأ إِلَيْهِ بالرأي.
اصطلاحا: إشراك أهل الرأي السديد والعلم المجيد فِي اتخاذ القرار الرشيد.
- مشاورة الرسول ﷺ لأصحابه فِي غزوة بدر.
- مشاورة الرسول ﷺ أم سلمة فِي الحديبية.
ـ رص الصف الداخلي وتوحيد الكلمة في وجه العدو الخارجي.
ـ تدبير الاختلاف وتضييقه وتقليله.
ـ سداد الرأي، ورجاحة العقل: فعقلان خير من عقل واحد.
ـ الإحساس بالمسؤولية في اتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية.
ـ التحلي بقيم التواضع والتخلص من الأنانية والتكبر والاستعلاء.
ـ عدم الحكم على الناس بالظاهر لأن الحكمة وسداد الرأي من فضل الله الذي يؤتيه من يشاء من عباده.
ـ رص الصف الداخلي وتوحيد الكلمة في وجه العدو الخارجي.
ـ تدبير الاختلاف وتضييقه وتقليله.
ـ سداد الرأي، ورجاحة العقل: فعقلان خير من عقل واحد.
ـ الإحساس بالمسؤولية في اتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية.
ـ التحلي بقيم التواضع والتخلص من الأنانية والتكبر والاستعلاء.
ـ عدم الحكم على الناس بالظاهر لأن الحكمة وسداد الرأي من فضل الله الذي يؤتيه من يشاء من عباده.
- قَالَ تعالى: ” وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴿58﴾ وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ايتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَ لَاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ﴿59﴾ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَ لَاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَ لَاَ تَقْرَبُونِ ﴿60﴾ قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ﴿61﴾” سورة يوسف الآيات: 58-61
﴿قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ 78 قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ ﴾ [ يوسف:79 78]
" فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ 63 قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ ۖ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ "
- أن يقع الطلاق في طهر لم يجامع زوجته فيه.
- ان يكون طلقة واحدة.
- أن لا يرد فيه بطلقة أخرى أثناء العدة.
- أن يشهد عدليين.
- الطلاق السني: أن يقع في طهر لم يجامعها فيه – أن تكون طلقة واحدة – ألا يطلقها مرتين داخل عدة واحدة – أن يشهد عدلان.
- الطلاق البدعي: ما اختلف فيه شرط من شروط الطلاق السني.
- الطلاق الرجعي: إذا رغب الزوج في إرجاع زوجته المطلقة طلقا رجعيا أشهد على ذلك عدلين ويقومان بإخبار القاضي فورا.
- الطلاق البائن بينونة صغرى: انقضاء عدة الطلاق الرجعي – أن يحدث الطلاق قبل البناء.
- الطلاق البائن بينونة كبرى: يمنع من تجديد العقد مع المطلقة إلا بعد انقضاء عدتها من آخر بنى بها فعلا.
مفهوم العـدة
أنواع العدة
عدة الطلاق تختلف حسب المرأة المطلقة:
- المرأة الحائض: تعتد ثلاثة قروء، (ثلاثة أطهار)، قال تعالى: ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ﴾.
- المرأة التي لا تحيض: تعتد ثلاثة أشهر، قال تعالى: ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ﴾.
- المرأة الحامل: إلى وقت وضع الحمل، قال تعالى: ﴿وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾.
- المرأة المتوفى عنها زوجها: تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾.
مقاصد الطلاق
الطلاق في الإسلام مشروع للحاجة لا للغاية، ومباح للضرورة لا للهوى، ومسنون للبناء لا للهدم، وللعدل لا للظلم، ومن أهم مقاصده:
- تفادي الأضرار النفسية والصحية للزوجين أو أحدهما.
- رفع المشقة عن أحد الزوجين.
- دفع الزوجين إلى المراجعة للعودة إلى الحياة الزوجية بروح جديدة وأسلوب أفضل.
آثار الطلاق على الأسرة
على المطلق:
- كثرة التبعات المالية السابقة واللاحقة.
- التخوف من إعادة تجربة الزواج خوفا من الفشل.
- الإصابة بأمراض نفسية كاليأس والاكتئاب.
على المطلقة:
- العوز المالي والفقر.
- عرضة لأطماع ضعاف النفوس.
- الاتهام بالانحرافات الأخلاقية
على الأبناء:
- الحرمان من الجو الأسري.
- التشرد والتعرض للانحراف.
- تكوين شخصية ضعيفة.
آثار الطلاق على المجتمع
- تفكك الأسر.
- زرع الكراهية بين أفراد المجتمع.
- انتشار السلوك العدائي للأطفال بسبب غياب الحاضنة العاطفية من الأبوين.
مفهوم الصبر
لغة: التجلد والتحمل في ثبات واطمئنان، وهو نقيض الجزع. واصطلاحا: هو حبس النفس على فعل شيء أراده الله أو عن فعل شيء نهى الله عنه. وهو خلق فاضل من أخلاق النفس، تمكن الإنسان من ضبط نفسه لتحمل المتاعب والشدائد والمحن بكل اطمئنان وهدوء.
تجليات الصبر
- اختبار للإيمان: فالصبر يميز المؤمنين من المنافقين، حيث يختبر صدقهم ويستخرج من كل نفس ما تضمر من خير أو شر قال تعالى: {مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران/179].
- الصبر أعظم حقوق النفس على صاحبها: فمن الحقوق الثابتة للنفس الصبر والثبات والاطمئنان والرضى بما قسم الله، عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» [رواه مسلم وغيره].
- الصبر وفاء بالأمانة والمسؤولية: من أراد الوفاء بالأمانة والمسؤولية جعل خلقه الصبر والتحمل. قال عز وجل {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف/128].
مفهوم اليقين
لغة: هو ضد الشك، وهو الخبر الثابت الواضح الذي لا مرية فيه. واصطلاحا: هو إقرار العقل والقلب والروح والضمير بوجود وحقيقة الشيء، ولو لم تدركه حواس الإنسان.
تجليات اليقين
- التوكل على الله قال تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ} [النمل/79]
- تعلق القلب بالله
- الرضى بحكم الله وقضائه
- المضي على الحق في الحياة بعزم وثبات
- الهدى والفلاح قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [البقرة/5]
- قَالُوٓاْ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا۠ يُوسُفُ وَهَٰذَآ أَخِى ۖ قَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَآ ۖ إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ
- قوله تعالى : قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)
- فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)
- قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)
- " قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "(98) (يوسف)
- قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)
مفهوم العفو
العفو: لغة: المحو والطمس، واصطلاحا: هو التجاوز وإسقاط العقوبة عن المذنب المستحق للعقوبة، مع وجود القدرة على إنزالها به مع التوبيخ واللوم.
حقيقة العفو
العفو صفة من صفاته تعالى، واسم من أسماء الله الحسنى، الدال على سعة صفحه عن ذنوب عباده مهما كان شأنها إذا ثابوا وأنابوا، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾، كما يعتبر خلق من أخلاق الأنبياء والمرسلين والصالحين.
مفهوم التسامح
التسامح: لغة: هو اللين والتساهل، واصطلاحا: هو خلق مبني على التساهل واليسر في المعاملات المالية والاجتماعية، يهدف إلى زرع المحبة والتعاون في نفوس الأفراد والجماعات، ما لم يكن ذلك على حساب المعتقدات والمقدسات الدينية.
العلاقة بين العفو والتسامح
العفو والتسامح خلق رفيع، ينبني على تنسيان ما تقدم ومضى، والتنازل عما للنفس من حق عند الآخرين، لا عن ضعف أو هوان أو خوف، بل رغبة خالصة فيما عند الله، وإيثارا للآخرة الدائمة على الدنيا الزائلة.
مفھوم الإیمان
الإیمان: لغة: التصدیق والوثوق، ومنه قوله تعالى: ﴿وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾، أما اصطلاحا: فھو التصدیق الجازم والاعتقاد الیقیني بوحدانیة الله ورسالاته، وھو ما انعقد علیه القلب، وصدقه اللسان، وعملت به الجوارح والأركان.
مفھوم الفلسفة
الفلسفة: لغة: مشتقة من “فیلو- صوفیا” وتعني في لغة الیونان “محبة – الحكمة” أو “السعي إلى المعرفة”، أما اصطلاحا: فھي النظر العقلي المحض، والتفكیر القائم على الاستدلالات المنطقیة والبرھانیة حول موضوعات وقضایا كلیة تستحق النقد والتفسیر والتنظیر.
المحور الاول: التفكير الفلسفي يقوي العقل ويطور التفكير
- الدعوة إلى التفكير والفهم والتحليل وطرح التساؤلات والتأمل في الوجود والذات والكون.
- الحث على استخدام العقل ونبذ التقليد والتبعية.
المحور الثاني: المنهج الفلسفي الموضوعي وأثره في ترسيخ الإيمان
المحور الثالث: العلاقة بين الايمان الفلسفة
- { لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ ْ} 7
- (يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار)
المحور الأول: إعداد الرسول صلى الله عليه وسلم نماذج تحمل الرسالة
- يعدهم لتحمل مشاق الطريق.
- منحهم القدرة على التأثير في محيطهم.
- جهزهم لتبليغ الدعوة في حياته وبعد وفاته.
المحور الثاني: البذل والحياء من خصال عثمان بن عفان رضي الله عنه
كان عثمان رضي الله عنه، كثير العطاء والجود، فكان يبذل ماله بغير حساب في سبيل الله ورسوله ودينه:
- إنفاقه في الجهاد في سبيل الله: جهز جيش العسرة في تبوك ب 950 بعيرا و50 فرسا، وجاء بألف دينار…
- إنفاقه في سقي الماء: اشترى بئر رومة من رجل من بني غفار وجعلها وقفا على المسلمين في المدينة.
- إنفاقه في المساجد والشدائد: اشترى رقعة أرض مجاورة للمسجد بـ 25 ألفا، فتم توسيع المسجد النبوي، ولم يترك غزوة من الغزوات إلا وتصدق بمال أو طعام.
- العتق: كان رضي الله عنه، يعتق كل جمعة رقبة في سبيل الله منذ أسلم، فجميع ما أعتقه 2400 رقبة تقريبا.
المحور الثالث: المسلم يدعو الى الإسلام بأخلاقه وسلوكه
- الحياء: زينة المؤمن, ويمنعه من كل فعل أو قول قبيح - فوزه بمحبة الله واحترام الناس.
- البذل: يطهر النفوس من البخل والجشع / الكرامة في الدنيا والرفعة في الاخرة.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾.
[سورة يوسف، الآية: 05]
خصائص رعاية الأطفال في الإسلام
- توفير مستلزمات الحياة الضرورية لهم.
- تعليم الأبناء وتاديبهم وصونهم من الانحراف.
- العمل على بناء شخصية صالحة متزنة.
- أنه أداء للأمانة من الأباء تجاه الأبناء.
- إظهار المحبة والمودة والرحمة لهم والعطف عليهم مع ملاطفتهم واللعب معهم.
- خلق جو للحوار معهم والإنصات إليهم مع اجتناب تعنيفهم نفسيا أو جسديا.
حقوق الطفل على الأسرة
- الحق في النسب: تحريمه عز وجل للزنا وتشريع الزواج.
- الحق في النفقة: ويشمل الغذاء والكساء والإيواء بالمعروف، وهو واجب على الأب، أو أقاربه عند انعدامه، أو على الدولة في حالة اليتم والفقر.
- الحق في الدين والتربية السليمة: بالحرص على تربية الأبناء تربية دينية مبنية على طاعة الله والأخلاق الحميدة وحب الخير.
- الحق في الحضانة: ويتجلى في رعاية المحضون بعد الطلاق ويتحقق في إطار الأسرة.
حقوق الطفل على المجتمع
- الحق في الأسرة: يتضمن هذا الحق الاعتراف بالطفل وحمايته تحت أسرة متماسكة.
- الحق في الصحة: هو العيش في بيئة صحية وسليمة.
- الحق في المساواة: هو تمتع الطفل في الإسلام بقيمة اعتبارية مساوية للكبار.
- الحق في المال: وهذا حق ثابت أوجب الشرع حمايته ورعايته خاصة مال اليتيم.
- الحق في التعلم: بتمتع الطفل بحقه في التعلم من كتابة وقراءة والقرآن الكريم.
المحور الثالث: المودة والرحمة والحوار من أسس رعاية الأطفال وحفظ حقوقهم
مفهوم العفة
العفة: لغة: الابتعاد والكف والامتناع عن الشيء، واصطلاحا: حصول حالة للنفس تمتنع بها عما لا يحل قولا كان أو فعلا، وتأتي بمعنى البعد عن المحرمات والفواحش وكل ما يضر بالإنسان.
تجليات العفة
- القناعة بما رزق الله.
- الصدق وتجنب الغش والكذب.
- الكسب الحلال وتجنب الحرام.
- تجنب الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
- تجنب التبرج وإظهار المفاتن.
- عدم الانسياق وراء الغرائز والشهوات.
- التحلي بالآداب والقيم الإسلامية.
مفهوم الحياء
الحياء: لغة: الحشمةـ واصطلاحا: هو انقباض النفس عن القبائح والفزع منها، هيبة من الله تعالى، وإجلالا لنظره، وخوفا من التعرض لمقته، وتعظيما للمولى ومحبته ومراقبته.
أنواع الحياء
- حياء فطري: وهو حياء غريزي وشعبة من شعب الإيمان يولد مع الإنسان (والحياء شعبة من الإيمان)
- حياء مكتسب: وهو ناتج عن ما اكتسبه المسلم من معارف قربته من الله ومن طاعته مثل حياء عثمان رضي الله عنه.
تجليات الحياء
- شيوع ثقافة الاحترام والحشمة والوقار.
- الالتزام بقيم الحياة الجميلة.
- تجنب الوقاحة والخسة والنذالة.
- حسن المعاشرة ودوام العلاقة.
1.العفة والحياء تحصين للنفس:
بالعفة والحياء نجنب النفس من الوقوع في الفحشاء, كما فعل يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز ونساء مصر.
مفهوم الفاحشة: لغة: كل فعل أو قول تعظم كراهيته في الأنفس ويقبح ذكره على الألسن. واصطلاحا: الفاحشة ما عظم قبحه من الأقوال والأفعال، ويراد بها في الغالب الزنى كما في قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء/32].
حكم الفاحشة: وهي محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى عز وجل: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام/151].
والفواحش قولية وفعلية، ظاهرة وباطنة..
- التربية الإيمانية العملية التي تثمر تقوى الله تعالى ومراقبته والصبر على المعصية والحياء الاجتماعي والتحلي بالعفة..
- تجنب كل الوسائل المؤدية الى اقتراف الفواحش كالخلوة والتبرج والاستماع أو مشاهدة ما يهيج الغرائز، ومجالسة الأشرار ومخالطتهم خاصة أثناء اقترافهم للمعاصي...قال عز وجل: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء/32].
- حفظ الألسنة عن الخوض في الأعراض وقذف النساء والرجال واتهامهم عن غير بينة، وتجنب سوء الظن بهم والتثبت من كل الشائعات، قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات/12].
- كف وسائل الإعلام عن إشاعة الفواحش من خلال بعض المسلسلات والأفلام والصور المخدشة للحياء والمخلة بالقيم الفاضلة، قال الله تعالى عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ} [النور/19]
- التزام الأفراد والجماعات بخلق غض البصر والستر والاستئذان قبل دخول البيوت حتى لا تقع أبصارهم على المحرمات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الاستئذان من أجل البصر» [رواه البخاري]
- تيسير الزواج على الشباب ومساعدتهم ماديا ومعنويا من قبل الدولة وهيئاتها ومؤسساتها وتخصيص ميزانية سنوية لتنفيذ ذلك، فقد روي عن الخليفة عمر بن عبد العزيز قوله: «من أراد من الشباب أن يتزوج ولم يستطع الباءة فزواجه من بيت مال المسلمين».
وبالجملة فإن محاربة الفواحش مسؤولية الجميع: الفرد والأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام ومؤسسات المجتمع والدولة...
إن منظومة القيم الإسلامية في مجملها تصبو الى تكوين الفرد المثالي والأسرة السليمة والمجتمع الراقي، فحرص الإسلام أشد الحرص على مايلي:
- نشر العلم ومحاربة الجهل، لأن الجاهل يفعل بنفسه ومجتمعه ما لا يفعل العدو بعدوه.
- تعلم الأخلاق والقيم الفاضلة التي تعصم صاحبها من الرذائل والفواحش التي تسهم في الفساد الأخلاقي وانتشار الفواحش وتفشي الأمراض الفتاكة خاصة المنقولة جنسيا.
- بث هذه القيم والأخلاق الفاضلة بين مختلف شرائح المجتمع من خلال المؤسسات التعليمية والمساجد ووسائل الإعلام...ومعلوم أن زوال الأمم بفساد أخلاقها، قال أحمد شوقي: «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت...فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا».
- الإعراض عن كل وسائل الإغواء ودعاوى الانزلاق الى مهاوي الرذيلة بالانشغال بالعمل المفيد وملء الفراغ به، ومصاحبة الأخيار والتسامي عن رغبات النفس وغرائزها وتحويلها الى كل نافع حسن..
- التحلي بخلق العفة والحياء مع المداومة على الذكر والاستغفار وربط النفس والروح بدار البقاء التي يجازى فيها العبد عن مثقال الذرة، قال تعالى عز وجل: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة/7-8].
مبدأ الاستخلاف أساس عمارة الأرض
مفهوم الاستخلاف وعمارة الأرض
مفهوم عمارة الأرض
عمارة الأرض: لغة: مشتقة من عمر المكان أي أصلحه وبناه، وضده الهدم والخراب، واصطلاحا: تعمير الأرض بالعمل الصالح المادي والمعنوي المؤدي إلى الانتفاع بخيراتها بلا إفساد، واستصلاح أحوالها بما ييسر للإنسان الحياة الطيبة، ويحقق مرضاة الله تعالى.
مفهوم الاستخلاف
الاستخلاف: لغة؛ مشتق من فعل استخلف، نقول استخلف فلان فلانا، أي جعله خليفة له، واصطلاحا: هو التمكين في الأرض والملك لها والقيادة والسيادة لمن عليها، وقد وعد الله تعالى عباده المؤمنين بالاستخلاف في الأرض والتمكين فيها، فقال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾.
الاستخلاف في الأرض أساس عمارة الأرض
الاستخلاف في الأرض مهمة الإنسان الوجودية ووظيفته التعبدية، للإنابة عن الله في الأرض بغرض إعمارها وإصلاحها وتنفيذ مراده فيها بكل ما يفيد الفرد والمجتمع، بإقامة العدل والرحمة ونشر الخير والإحسان، وانقاد البشرية من مستنقعات الجهل والإلحاد وإرشادهم للاستقامة والاطمئنان، قال تعالى: ﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ﴾.
النهي عن الإفساد في الأرض
من أهداف مبدأ الاستخلاف الإصلاح في الأرض بعمارتها وعدم الإفساد فيها، حيث أمر الإسلام بالإحسان والإصلاح ونهى عن الإفساد، فقال تعالى: ﴿وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾، وقال تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾، ومن صور الإفساد في الأرض، نذكر: عدم الاعتداء على الأموال والأعراض والأرواح، وتلويث البيئة، وأكل أموال الناس بالباطل، وتضييع حقوق الآخرين، قال تعالى: ﴿قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ﴾.
واجب المؤمن عمارة الأرض وإصلاحها
أمانة الاستخلاف وواجب التعمير
أعظم أمانة تحملها الإنسان هي أمانة خلافة الله تعالى في الأرض لتعميرها، لكن لا يستوي من عمرها إيمانا وإصلاحا مع من عمرها ظلما وجورا وعدوانا وكفرا، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِف َفِي الْأَرْض ِفَمَنْ كَفَر َفَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُم ْإِلَّا خَسَارًا﴾.
واجب المؤمن عمارة الأرض وإصلاحها
ولنا في رسول الله يوسف عليه السلام الأسوة الحسنة، حينما اعتمد تقنية تخزين الحبوب أكثر من سبع سنين تفاديا لهلاك الناس بسبب المجاعة، قال تعالى: ﴿قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ﴾.
التمكين في الأرض للمؤمنين الصالحين
قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾.
المحور الاول: الرسول ﷺ الإنسان
المحور الثاني: سمو أخلاق الرسول ﷺ في معاملة أهل بيته
لقد كان النبي ﷺ أسوة لجميع المسلمين في معاملتهم لأهل بيتهم، سواء أكانوا أزواجا أم أبناء أم خدما، ومن تجليات ذلك:
- معاملته لزوجاته: يعتبر النبي ﷺ هو النموذج البشري الأسمى والأرقى في معاملته لزوجاته، كيف لا وهو القائل: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي».
- معاملته لأولاده وأحفاده: لقد كانت علاقة الرسول ﷺ بأبنائه وأحفاده علاقة قائمة على المحبة والاحترام والحنان، ففي حديث عائشة رضي الله عنها، قالت وهي تحكي عن علاقة النبي ﷺ بابنته فاطمة رضي الله عنها: «وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَرَحَّبَ بِهَا وَأَخَذَ بِيَدِهَا فَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَتْ هِيَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَامَتْ إِلَيْهِ مُسْتَقْبِلَةً وَقَبَّلَتْ يَدَهُ».
- معاملته لخدمه: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ، لِمَ صَنَعْتَهُ، وَلا لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ، لِمَ تَرَكْتَهُ؟».
- مشاركته لأهل بيته: عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها، مَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ – تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ – فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ»، وروى أَحْمد وبن سعد وَصَححهُ بن حِبَّانَ مِنْ رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: «كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ».
المحور الثالث: تجلي إيمان المؤمن وقيمه في معاملته لأهل بيته
كيف اقتدي برسول الله ﷺ وأكون خير الناس لأهلي؟
مفهوم الأسرة
الأسرة: لغة: تطلق على الدرع الحصينة، لأنها حصن يقي من احتمى به من العوامل الخارجية، كما تطلق على أهل الرجل عشيرته لقوة الرباط بينهم، واصطلاحا: هي رابطة تربط الرجل والمرأة بعقد شرعي عن طريق الزواج فتنتج عنه علاقة الأبوة والبنوة والأمومة، كما تتفرع عن هذه العلاقة روابط المصاهرة والقرابة (العمومة، الخؤولة …)، وهي روابط عائلية تصل الأسرة بالمجتمع.
المحور الأول: صلاح الأسرة أساس المجتمع
لا صلاح للمجتمع إلا بصلاح الاسرة, فهي نواته وأساسه وفيها يتشرب الأبناء المبادئ والقيم الدينية, الأخلاقية والاجتماعية والتربوية, فهي قاعدة المجتمع وكل انحلال وتفكك فيها فهو بالأساس تفكك وانحلال للمجتمع.الزوج
أرشد الإسلام الرجل الى اختيار الزوجة الصالحة التي ستكون شريكة حياته وأم أولاده، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تُنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك» [رواه البخاري].
الزوجة
خول الإسلام للمرأة كافة الصلاحية في قبول أو رفض من يتقدم لخطبتها وأرشدها الى أن تراعي في شريك حياتها جملة من الأوصاف منها ما جاء في الحديث الشريف: «إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» [رواه ابن ماجة]
الأبناء
هم أنوار البيوت وشموعها، وهم هبة الله وأمانته لدى الوالدين، جعل لهم حقوقا كثيرة حذر الوالدين من تضييعها وتوعد الآباء بسوء العاقبة إن هم فرطوا فيها، قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم/6]. وأهم هذه الحقوق تأديبهم بتعاليم الدين الحنيف وتربيتهم على قيم الإسلام السمحة، قال صلى الله عليه وسلم: «لأن يُؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع على المساكين» [رواه الترمذي] . حتى إذا نشأ الأبناء وكبروا صاروا ملزمين بالقيام بالحقوق تجاه والديهم وأهليهم وأرتهم، ففي الحديث «بروا أباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم» [رواه الترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: «إن لربك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا» [رواه البخاري].
هذه جملة من الشروط والمقومات الأساسية لاستقرار الأسرة المسلمة، وكلما كانت الأسرة مستقرة كان المجتمع أكثر استقرار لأنها لبُّه ونواته ومنها يستمد ماء حياته..
إذا كانت الأسرة سبيلا لحفظ الدين، ووسيلة لحفظ النسب والعرض، فهي إذن ثروة إنسانية لا مناص من حمايتها من التفكك وصيانتها من الانحلال وذلك بالالتزام بالتوجيهات الآتية:بأن نجتهد في تعلم أعمال البر التي دعانا إليها ربنا عز وجل، ونجتنب كل ما يؤدي أطراف هذه الأسرة من أباء وأبناء وأقارب:
- بأن نكتسب الخصال التي دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنعزز الثقة بين أطراف هذه الأسرة ونعمق مشاعر المودة والرحمة بين أفرادها
- بأن نلتزم بقيم الإسلام في بناء الأسرة، ونستحضر التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة، فهي محسودة من جهات شتى تحاول جاهدة إفسادها بعقد مؤتمرات وسن قوانين مسهمة في تفكيك الأسرة، وفرض تلك القوانين أحيانا بوسائل عدة، منها: الضغط على السلطات التشريعية لتغيير قوانين الأسرة ومدوناتها في البلاد الإسلامية لتتماشى وأطروحاتها الهدامة!!
- بأن نشكر الله تعالى على نعمة الأسرة التي حرم منها بعض الناس، وأن نتواصى بغية حمايتها وحفظها من كل ما يؤذيها ويساعد على تفكيكها وانحلالها…
- قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)
- {قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ (97) قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)}
مفهوم البيئة
البيئة: لغة: مشتقة من فعل بوأ، أي نزل وأقام، والتبوء هو التمكين والاستقرار، والبوأ هو الإقرار واللزوم، وتطلق حاليا عند المتحدثين على المكان أو الحيز أو المحيط، واصطلاحا: هي الوسط أو المجال الذي يعيش فيه الإنسان، ويحصل منه على كل احتياجاته من غذاء ومسكن ودواء …، وهي أيضا المحيط الذي سخره الله بكل مكوناته وموارده المادية والطبيعية والاجتماعية قصد إشباع متطلبات الإنسان وتحقيق رغباته.
خصائص البيئة
- الشمول: حيث تضم البيئة في الإسلام كل المخلوقات التي سخرها الله للإنسان.
- أنها مسخرة لخدمة الإنسان: قال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾.
- أنها مسخرة لتحقيق العبودية لله: قال تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾.
- أنها جزء من العقيدة الإسلامية: لأنها لا تنفصل عن النظرة الشاملة للكون والإنسان والحياة.
- أنها ميراث دائم للبشرية: قال تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ﴾، وقال أيضا: ﴿كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴾.
المحور الثاني: حفظ البيئة وتنميتها من مقتضيات الإيمان
المحور الثالث: ضوابط استغلال البيئة في الإسلام (التوسط والاعتدال)
مفهوم التوسط والاعتدال
التوسط والاعتدال: لفظان متقاربان في المعنى، ويراد بهما فعل المطلوب والمأذون فيه من غير إفراط ولا تفريط، وكل من الإفراط والتفريط انحراف وميل عن الجادة والصواب.
ضوابط استغلال البيئة
- اعتماد منهج الوسطية والاعتدال في استغلال خيرات البيئة والاستفادة من ثرواتها.
- الدعوة إلى المحافظة على التوازن البيئي من خلال التخطيط المحكم وحسن التدبير، قال تعالى: ﴿قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ﴾.
- النهي عن الفساد والخراب كالتلوث، قال تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾.
- تحريم الإسراف والتبذير لأنه استنزاف لخيرات البيئة، قال تعالى: ﴿وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾.
- تحقيق التوازن بين مصلحة الأجيال الحاضرة والأجيال المقبلة “التنمية المستدامة”.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ».
[أخرجه البخاري في كتاب: الجماعة والإمامة]
المحورالأول: شرح الحديث مع بيان أوصاف السبعة الذين يظلهم الله تعالى
السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله يجمعهم أنهم يجدون لذة وحلاوة الإيمان، فعملوا ما عملوا إرضاء لله وخشية منه هذا مما يمن الله به على عباده المؤمنين، وفي ذلك اليوم العظيم حيث يكون الناس في كرب وشدة، إلا هؤلاء فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وهؤلاء السبعة هم:
- الإمام العادل: وهو كل من تحمل مسؤولية ما وحكم بالحق وأعطى لكل ذي حق حقه في جميع القطاعات، ويدخل في هذا الباب الحاكم والقاضي والمدير …
- شاب نشأ في طاعة الله: هو الشاب الذي وفقه الله عز وجل لعبادته، فراقب الله في سره وعلانيته، فلم تغلبه الشهوة فكان في مستوى النجاح لهذا الابتلاء، فالشباب هم عمدة المجتمع خاصة والأمة قاطبة فبصلاحهم يصلح المجتمع.
- رجل تعلق قلبه بالمساجد: المساجد بيوت الله، ومجتمع المسلمين، ومناط وحدتهم، واجتماع كلمتهم فيقع التآزر والتكافل الاجتماعي، فمن تعلق قلبه بالمساجد واجتهد في حضور الصلوات المكتوبة وحضور حلق العلم والذكر بها، أكرمه الله بأن جعله من هؤلاء السبعة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾.
- رجلان تحابا في الله: المراد أن الذي جمع بينهما هو الحب في الله، وتفرقا عليه كذلك فلم يقطعهما عارض دنيوي، فالمتحابون في الله لا مصلحة تحركهم بل تحركهم محبته سبحانه، فيحبون الخير لبعضهم ولغيرهم مما سينعكس على مستوى العلاقات الاجتماعية، فأخوة الدين أقوى آصرة تجمع كيان المجتمع وتؤلف بين بمختلف ألوانهم وأعراقهم.
- رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله: وهنا تظهر قيمة العفة ودورها في صيانة المجتمع وحفظ الأعراض والأنساب، وهي من أشد الابتلاءات التي تعرض لها سيدنا يوسف عليه السلام الذي تعفف فعصمه الله وتولى أمره.
- رجل تصدق بصدقة فأخفاها: وهي كل ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة، سواء كان فرضا كالزكاة أو تطوعا، وهنا تظهر قيمة الكرم والإحسان ودورهما في تماسك المجتمع وتآلفه وانعدام الحقد والحسد وغيرها بين أفراده، فالإنسان الكريم الذي يتصدق ويخفي صدقته حتى لا يراها الناس تجنبا واحترازا من الوقوع في الرياء أو السمعة.
- رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه: ذكر الله في الخلوة بالمناجاة والابتهال، بحيث لا يكون عنده أحد وإنما خص بالذكر لأنه في هذه الحالة أبعد عن الرياء، فقيمة الخشوع والخشية حالة لا يعرفها إلا الصادقون، وهذا سيؤثر على سلوكاتهم وحسن سريرتهم فتكون دافعا لهم في المسارعة إلى الخيرات وخدمة المجتمع والحديث يشمل الرجال والنساء أيضا.
المحور الثاني: التحلي بأوصافهم من صلاح المجتمع وسبب في استقراره
إذا كان التحلي بالأوصاف السابقة سبيل لنيل الأمان من الله عز وجل والتنعم بظله يوم القيامة، فإنها أيضا مفتاح لإصلاح المجتمع واستقراره لأنها موجهة لأفراد المجتمع في كل تجلياته، لما فيها من نشر المحبة واستقرار العلاقات بين الناس وتحقيق التكافل والشعور بالأمان وإنشاء مجتمع فاضل أساس أفراده التعفف وخوف الله والعدل والاستقامة والدعوة للخير والأمر بالمعروف.
المحور الثاني: التعريف بالأخلاق الحميدة والدعوة إلى التحلي بها من الإيمان (الأوصاف السبعة)
إن مسؤولية التعريف بهذه القيم والصفات السبعة وانعكاساتها الجليلة على الفرد والمجتمع والدعوة للتحلي بها، تتقاسمها جميع مكونات المجتمع أفرادا ومؤسسات وذلك من خلال:
- مؤسسة الأسرة: تغرس في الناشئة هذه القيم وتصاحبهم في تطبيقها.
- مؤسسة المدرسة: تقوم بإدماج هذه القيم في المقررات الدراسية والأنشطة الموازية.
- مؤسسة الإعلام: تقوم بتوعية أفراد المجتمع بضرورة التحلي بهذه القيم، وتشجيع الإنتاجات الفنية في غرس هذه القيم.
- مؤسسة المسجد: تؤطر الصغار والكبار وتقدم خطبا منبرية ودروسا وعضية في هذا الموضوع، وتبقى التربية بالقدوة هي الضامن الحقيق لغرس هذه القيم السامية بعمق في شخصية الأطفال.
المحور الثالث: كيف أستفيد من السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة؟
- استحضر الله تعالى في خلوتي وظاهري وباطني.
- أداوم على العبادات والطاعات وأتعلق بيوت الرحمان .
- أتعفف وأحفظ بصري عن الغير.
- أخلص في محبتي لله وللآخر.
- أداوم على التصدق والتبرع.
- أكون عادلا ومنصفا بين الناس والأهل، فأعطي كل ذي حق حقه.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾.
[سورة يوسف، الآية: 23]
اتنت